تفاهة الإعلام وإعلام الثقافة
عبد الرحمان بوعبدلي //
لابد قبل التطرق لموضوع بات من أوجب الواجبات أن نتحادث فيه مجتمعيا ، كل من زاوية نظره وطريقة تفكيره بصوت عال ومسموع ولكن مؤثر وحازم .
أيعقل أن نعيش في أوساط مجتمعنا داخل الأسرة ، وفي المقهى وميادين العمل المختلفة ونتابع ولو لثوان معدودة فيديوهات ومقاطع في وسائل التواصل الإجتماعي التواصلية ، وبعض الكتابات التي سأل مدادها لتنبش في قضايا فلان أو فلانة " كمؤثرين " حسب توصيف عالم وفضاء العولمة المعاصر ، هؤلاء الذين لم يقدموا معرفة ولا تاريخا لمجتمعهم ، ولم يساهموا ولو بالنزر القليل بأرق فكري لتغيير الأوضاع الفكرية والإجتماعية للبلد .
حصيلة ما قدموه جهاز مفاهيمي من الكلام والسلوكات الغريبة عن التنشئة الإجتماعية الأصيلة للمجتمع المغربي ، وعن الطابع والخصوصية التي يتميز بها المجتمع المغربي من تقاليد وعادات ضاربة في جذور تربة الوطن المغربي الممتد عبر حقب زمنية طويلة .
أليس جديرا بنا كمجتمع أن نعطي ونلتفت إلى أهرامات الكتابة والإعلام والصحافة المغربية ، الذين وسموها بطابع الحرفية والتجربة ليس فقط الوطنية بل العالمية .
لن نسترسل في إعطاء أمثلة متعددة وكثيرة في هذا الباب لكن سنعرج على مثالين ناصعين كقمم جبال الأطلس العتيد على سبيل المثال لا الحصر :
الكاتب محمد الصديق معنينو ، والكاتب محمد الأشعري ، هذين المثالين الشامخين اللذان أغنيا الفكر الإنساني بعديد المؤلفات والإسهامات الأدبية والفكرية ، وساهما في تمتين لبنة البناء الإعلامي والصحفي ولكن أيضا التلفزيوني والأدبي بالمغرب.
وعاصرا وقائع ومشاهد حاسمة في تاريخ المغرب المعاصر ، يكفي أن نستحضر بذاكرة التاريخ والوطن أن المؤرخ والكاتب محمد الصديق معنينو ، عاصر إنقلابات سبعينيات القرن الماضي ، شارك في حدث المسيرة الخضراء ، ساهم في نهضة التلفزيون المغربي منذ إلتحاقه به سنة 1969 ، قاد مجموعة من الورشات التكوينية دوليا بأمريكا ، فرنسا وغيرها من البلدان.
ألف العديد من الروايات والمؤلفات نذكر منها سلسلة أيام زمان ، كما قاد ومثل المملكة المغربية في مؤتمرات دولية وقارية كثيرة ، كما حاز السيد معنينو على عدة أوسمة وطنيا ودوليا مثل وسام الجمهورية الإيطالية من درجة فارس ، ووسام المملكة الإسبانية من درجة فارس .